نسبه :
الشريف النسيب والقطب الشهير إمام أئمة الطريقة الشاذلية سيدنا ومولانا أبو محمد عبد السلام بن مشيش بالميم وقيل بالباء ينتهي نسبه الشريف إلى سيدنا الحسن السبط إلى سيد الوجود سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ولادته :
ولد سيدي عبد السلام قدس الله سره في القرية التي كان يسكنها والده وهي قرية الحصين إحدى قرى مدن المغرب. ونشأ رضي الله عنه بين قبيلة أجداده وهي قبيلة بني عروس وهي من القبائل الجبلية القريبة من ساحل المحيط في المغرب. أما تاريخ ولادته فغير معروف على التحقيق لكن يذكر بعض المؤرخين من الشرفاء العلويين أنه ولد سنة 559 أو 563.
نشأته وتلقيه العلم وسلوكه:
نشأ رضي الله عنه وتعلم الكتابة والقراءة ويقال انه لم تمر عليه اثنتا عشرة سنة حتى حفظ القرآن الكريم، ويقال أن شيخه في القران الولي الصالح سيدي سليم. قال الشريف اللهيوي في كتاب حصن السلام بين أولاد مولاي عبد السلام (ومن أشهر مشايخه في الدراسات العلمية الولي الصالح الفقيه سيدنا الحاج أحمد الملقب أقطران كان يأخذ عنه الفقه على مذهب الإمام مالك). وقال من مشايخه في العلم أخوه الأكبر سيدنا الحاج الرضى وقد ذكره صاحب كتاب الدرر البهية فقال Sad قضى عمره في العبادة وكان رضي الله عنه في العلم في الغاية وفي الزهد في النهاية ). ويتحدث ابن الكوهن في كتابه طبقات الشاذلية Sad كان علاوة على علو همته عالما فاضلا جليل القدر لا ينحرف عن جادة الشريعة قيد شعرة). وقد ترجم له سيدي أحمد ابن عجيبة رضي الله عنه فقالSad أخذ رضي الله عنه عن شيخه أبي محمد سيدي الرحمن المدني الحسني الملقب بالزيات).
وكان سيدي ابن مشيش قدس الله سره في صغره منقطع للعبادة في مغارة بجبل العلم بعد أن أدركه الجذب وهو ابن سبع سنين فدخل عليه بعد مدة رجل عليه سيما أهل الخير فقال له أنا شيخك الذي كنت معك من وقت الجذب إلى الآن ووصف له ما وصل إليه حالا حالا ومقاما مقاما ومدة كل مقام وزمنه. ثم سئل رضي الله عنه بعد ذلك هل كان يأتيك أو كنت تأتيه فقال كل ذلك قد كان فقيل أطيا لمسافة المكان أم سفرا فقال طيا.
لم يكن سيدي عبد السلام رضي الله عنه يتطلع إلى شهرة ولا إلى زعامة، يقول أحد مؤرخيهSad توارى عن الأعين وتباعد عن الظهور وتجرد للعبادات وفر بنفسه عما الناس فيه من الفتن). ومما يدل على ذلك ما روي عن سيدي أبو الحسن الشاذلي قدس الله سره أنه قال: (أتيت إلى غار لأبيت فيه فسمعت فيه حس رجل فبت خارج الغار فلما كان السحر سمعته يقول: ( اللهم إن أقواما سألوك إقبال الخلق عليهم وتسخيرهم لهم فسخرت لهم خلقك، اللهم إني أسالك إعراضهم عني واعوجاجهم علي حتى لا يكون لي ملجأ إلا إليك) ثم خرج فإذا هو سيدي ابن مشيش قدس الله سره.
ومما يدل على شدة بعده عن الناس وخفائه عنهم أن سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه كان في بلده ولم يعثر عليه وهاجر إلى العراق أثناء بحثه عن القطب فقال له الشيخ أبي الفتح الواسطي أنت تطلب القطب وهو ببلادك ارجع إلى بلادك تجده فرجع إلى بلاده فاجتمع بسيدي عبد السلام قدس الله سره.
لم يذكر التاريخ لسيدي عبد السلام قدس الله سره تلميذا أو مريدا سوى سيدي أبو الحسن قدس الله سره حتى أن جميع ما روي عن سيدي عبد السلام قدس الله سره كان عن طريق سيدي أبو الحسن الشاذلي قدس الله سره.حتى أن أحد المؤرخين يقول: (الشاذلي درة في جملة عقود نحره) (لما أخفاه الله في عالم الشهود جعل تلميذه في عالم الظهور العياني فكان التعريف بالتلميذ شرحا لخاصية الأستاذ في الحقيقة).
استشهاده رحمه الله :
لقد استمر سيدي عبد السلام قدس الله سره على حاله في العبادة والخلوة مع الله والاختفاء عن أعين الناس حتى كانت ثورة ابن أبي الطواجن على دولة الموحدين آنذاك وادعائه النبوة وأتى بحيل وألاعيب مدبرة محكمة ليظهر بها وكأنه صاحب معجزات وخيل إلى بعض السذج أن سحره حقيقة. لقد حمل سيدي ابن مشيش رضي الله عنه على ابن أبي الطواجن وعلى أتباعه بالمنطق وبالأدلة الدينية حملات شعواء حفزتهم على الكيد له وتدبير مؤامرة لقتله ليتخلصوا من حملاته، لقد أرادوه على السكوت فلم يسكت لا مع الترغيب ولا مع الترهيب واستمر في جهاده حتى انتهت به الحياة شهيدا سنة 623 تقريبا، قال ابن خلدون ( قتله في جبل العلم قوم بعثهم لقتله ابن أبي الطواجن الكتامي الساحر المدعي النبوة ) فكان شهيد الذود عن الإسلام وعن شريعة الله تعالى.
وقد دفن سيدي عبد السلام قدس الله سره هناك بالقرب من قرية مجمولة بقرب داره التي يسكنها في قمة الجبل المسمى بالعلم أما موقع الضريح فعلى بعد ميل من خميس عروس إلى جهة القبلة.
من وصاياه لسيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنهما:
الزم الطهارة من الشكوك كلما أحدثت تطهرت ومن دنس الدنيا كلما ملت إلى شهوة أصلحت بالتوبة ما أفسدت بالهوى.
عليك بمحبة الله على التوقير والنزاهة.
يا أبا الحسن لا تنقل قدميك إلا حيث ترجو الله ولا تجلس إلا حيث تأمن غالبا من معصية الله ولا تصحب إلا من تستعين به على طاعة الله.
يا أبا الحسن اهرب من خير الناس أكثر من مما تهرب من شرهم فان خيرهم يصيبك في قلبك وشرهم يصيبك في بدنك.
كان من دعائه رضي الله عنه ( اللهم من سبق له الشقاء منك فلا يصل إلينا ومن وصل إلي أكون له شفيعا يوم القيامة، اللهم لا تبعث إلينا من حكمت بشقائه).
قال سيدي أبو الحسن قدس الله سره سألني أستاذي أي سيدي عبد السلام رضي الله عنه بماذا تلقى الله تعالى فقلت بفقري فقال والله لئن لقيت الله بفقرك لتلقينه بالصنم الأعظم. قال سيدي ابن عجيبة إنما يلقى الله به لا بشيء سواه.
قال له رجل يا سيدي وظف علي وظائف وأورادا أعمل بها فقال له: أرسول أنا، الفرائض مشهورة والمحرمات معلومة فكن للفرائض حافظا وللمعاصي رافضا واحفظ قلبك من حب الدنيا وحب النساء وحب الجاه.
قال سيدي أبو الحسن رضي الله عنه أنه حين أقام عنده رأى له خوارق عادات وكرامات، ومن أعظمها رسمه لحياة سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه من الذهاب إلى تونس وغضب السلطان عليه إلى الذهاب مدينة تسمى شاذلة واخبره أنه سيكنى بها ويسمى الشاذلي ثم الذهاب إلى مصر ووراثة القطبانة بها.
قد يتساءل بعض الباحثين وكثير من الناس أنه كيف يكون حال هذا القطب بهذه المنزلة ولم يذكره أحد ممن عاصره ولا عرجوا عليه، فلم يذكره التادلي في معراج التشوف ولا سيدي ابن عربي الحاتمي مع أنه كان في عصره وبلده ولم يذكر في أنس الفقير لابن قنفذ وقد ذكر فيه الكثير من رجال المغرب والأندلس.
والجواب على ذلك أن سيدي عبد السلام رضي الله عنه كان يعيش في جبل العلم بعيدا عن العمران والقرى فضلا عن المدن وكان غير معروف عند الناس ولم تكن له زاوية رسمية ولا أتباع ثم إن تلك النواحي الجبلية البدوية لم يكن بها رجال من أهل العلم ولولا ثورة ابن أبي الطواجن كانت مشهورة لقرب موقعها من تطوان وذيوع مقتل الشيخ على يده لما أشار إليه ابن خلدون في كتابه العبر، ويضاف إلى ذلك كله اجتهاد سيدي عبد السلام رضي الله عنه في الاختفاء عن أعين الناس وحبه للخلوة مع الله.
الشريف النسيب والقطب الشهير إمام أئمة الطريقة الشاذلية سيدنا ومولانا أبو محمد عبد السلام بن مشيش بالميم وقيل بالباء ينتهي نسبه الشريف إلى سيدنا الحسن السبط إلى سيد الوجود سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ولادته :
ولد سيدي عبد السلام قدس الله سره في القرية التي كان يسكنها والده وهي قرية الحصين إحدى قرى مدن المغرب. ونشأ رضي الله عنه بين قبيلة أجداده وهي قبيلة بني عروس وهي من القبائل الجبلية القريبة من ساحل المحيط في المغرب. أما تاريخ ولادته فغير معروف على التحقيق لكن يذكر بعض المؤرخين من الشرفاء العلويين أنه ولد سنة 559 أو 563.
نشأته وتلقيه العلم وسلوكه:
نشأ رضي الله عنه وتعلم الكتابة والقراءة ويقال انه لم تمر عليه اثنتا عشرة سنة حتى حفظ القرآن الكريم، ويقال أن شيخه في القران الولي الصالح سيدي سليم. قال الشريف اللهيوي في كتاب حصن السلام بين أولاد مولاي عبد السلام (ومن أشهر مشايخه في الدراسات العلمية الولي الصالح الفقيه سيدنا الحاج أحمد الملقب أقطران كان يأخذ عنه الفقه على مذهب الإمام مالك). وقال من مشايخه في العلم أخوه الأكبر سيدنا الحاج الرضى وقد ذكره صاحب كتاب الدرر البهية فقال Sad قضى عمره في العبادة وكان رضي الله عنه في العلم في الغاية وفي الزهد في النهاية ). ويتحدث ابن الكوهن في كتابه طبقات الشاذلية Sad كان علاوة على علو همته عالما فاضلا جليل القدر لا ينحرف عن جادة الشريعة قيد شعرة). وقد ترجم له سيدي أحمد ابن عجيبة رضي الله عنه فقالSad أخذ رضي الله عنه عن شيخه أبي محمد سيدي الرحمن المدني الحسني الملقب بالزيات).
وكان سيدي ابن مشيش قدس الله سره في صغره منقطع للعبادة في مغارة بجبل العلم بعد أن أدركه الجذب وهو ابن سبع سنين فدخل عليه بعد مدة رجل عليه سيما أهل الخير فقال له أنا شيخك الذي كنت معك من وقت الجذب إلى الآن ووصف له ما وصل إليه حالا حالا ومقاما مقاما ومدة كل مقام وزمنه. ثم سئل رضي الله عنه بعد ذلك هل كان يأتيك أو كنت تأتيه فقال كل ذلك قد كان فقيل أطيا لمسافة المكان أم سفرا فقال طيا.
لم يكن سيدي عبد السلام رضي الله عنه يتطلع إلى شهرة ولا إلى زعامة، يقول أحد مؤرخيهSad توارى عن الأعين وتباعد عن الظهور وتجرد للعبادات وفر بنفسه عما الناس فيه من الفتن). ومما يدل على ذلك ما روي عن سيدي أبو الحسن الشاذلي قدس الله سره أنه قال: (أتيت إلى غار لأبيت فيه فسمعت فيه حس رجل فبت خارج الغار فلما كان السحر سمعته يقول: ( اللهم إن أقواما سألوك إقبال الخلق عليهم وتسخيرهم لهم فسخرت لهم خلقك، اللهم إني أسالك إعراضهم عني واعوجاجهم علي حتى لا يكون لي ملجأ إلا إليك) ثم خرج فإذا هو سيدي ابن مشيش قدس الله سره.
ومما يدل على شدة بعده عن الناس وخفائه عنهم أن سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه كان في بلده ولم يعثر عليه وهاجر إلى العراق أثناء بحثه عن القطب فقال له الشيخ أبي الفتح الواسطي أنت تطلب القطب وهو ببلادك ارجع إلى بلادك تجده فرجع إلى بلاده فاجتمع بسيدي عبد السلام قدس الله سره.
لم يذكر التاريخ لسيدي عبد السلام قدس الله سره تلميذا أو مريدا سوى سيدي أبو الحسن قدس الله سره حتى أن جميع ما روي عن سيدي عبد السلام قدس الله سره كان عن طريق سيدي أبو الحسن الشاذلي قدس الله سره.حتى أن أحد المؤرخين يقول: (الشاذلي درة في جملة عقود نحره) (لما أخفاه الله في عالم الشهود جعل تلميذه في عالم الظهور العياني فكان التعريف بالتلميذ شرحا لخاصية الأستاذ في الحقيقة).
استشهاده رحمه الله :
لقد استمر سيدي عبد السلام قدس الله سره على حاله في العبادة والخلوة مع الله والاختفاء عن أعين الناس حتى كانت ثورة ابن أبي الطواجن على دولة الموحدين آنذاك وادعائه النبوة وأتى بحيل وألاعيب مدبرة محكمة ليظهر بها وكأنه صاحب معجزات وخيل إلى بعض السذج أن سحره حقيقة. لقد حمل سيدي ابن مشيش رضي الله عنه على ابن أبي الطواجن وعلى أتباعه بالمنطق وبالأدلة الدينية حملات شعواء حفزتهم على الكيد له وتدبير مؤامرة لقتله ليتخلصوا من حملاته، لقد أرادوه على السكوت فلم يسكت لا مع الترغيب ولا مع الترهيب واستمر في جهاده حتى انتهت به الحياة شهيدا سنة 623 تقريبا، قال ابن خلدون ( قتله في جبل العلم قوم بعثهم لقتله ابن أبي الطواجن الكتامي الساحر المدعي النبوة ) فكان شهيد الذود عن الإسلام وعن شريعة الله تعالى.
وقد دفن سيدي عبد السلام قدس الله سره هناك بالقرب من قرية مجمولة بقرب داره التي يسكنها في قمة الجبل المسمى بالعلم أما موقع الضريح فعلى بعد ميل من خميس عروس إلى جهة القبلة.
من وصاياه لسيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنهما:
الزم الطهارة من الشكوك كلما أحدثت تطهرت ومن دنس الدنيا كلما ملت إلى شهوة أصلحت بالتوبة ما أفسدت بالهوى.
عليك بمحبة الله على التوقير والنزاهة.
يا أبا الحسن لا تنقل قدميك إلا حيث ترجو الله ولا تجلس إلا حيث تأمن غالبا من معصية الله ولا تصحب إلا من تستعين به على طاعة الله.
يا أبا الحسن اهرب من خير الناس أكثر من مما تهرب من شرهم فان خيرهم يصيبك في قلبك وشرهم يصيبك في بدنك.
كان من دعائه رضي الله عنه ( اللهم من سبق له الشقاء منك فلا يصل إلينا ومن وصل إلي أكون له شفيعا يوم القيامة، اللهم لا تبعث إلينا من حكمت بشقائه).
قال سيدي أبو الحسن قدس الله سره سألني أستاذي أي سيدي عبد السلام رضي الله عنه بماذا تلقى الله تعالى فقلت بفقري فقال والله لئن لقيت الله بفقرك لتلقينه بالصنم الأعظم. قال سيدي ابن عجيبة إنما يلقى الله به لا بشيء سواه.
قال له رجل يا سيدي وظف علي وظائف وأورادا أعمل بها فقال له: أرسول أنا، الفرائض مشهورة والمحرمات معلومة فكن للفرائض حافظا وللمعاصي رافضا واحفظ قلبك من حب الدنيا وحب النساء وحب الجاه.
قال سيدي أبو الحسن رضي الله عنه أنه حين أقام عنده رأى له خوارق عادات وكرامات، ومن أعظمها رسمه لحياة سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه من الذهاب إلى تونس وغضب السلطان عليه إلى الذهاب مدينة تسمى شاذلة واخبره أنه سيكنى بها ويسمى الشاذلي ثم الذهاب إلى مصر ووراثة القطبانة بها.
قد يتساءل بعض الباحثين وكثير من الناس أنه كيف يكون حال هذا القطب بهذه المنزلة ولم يذكره أحد ممن عاصره ولا عرجوا عليه، فلم يذكره التادلي في معراج التشوف ولا سيدي ابن عربي الحاتمي مع أنه كان في عصره وبلده ولم يذكر في أنس الفقير لابن قنفذ وقد ذكر فيه الكثير من رجال المغرب والأندلس.
والجواب على ذلك أن سيدي عبد السلام رضي الله عنه كان يعيش في جبل العلم بعيدا عن العمران والقرى فضلا عن المدن وكان غير معروف عند الناس ولم تكن له زاوية رسمية ولا أتباع ثم إن تلك النواحي الجبلية البدوية لم يكن بها رجال من أهل العلم ولولا ثورة ابن أبي الطواجن كانت مشهورة لقرب موقعها من تطوان وذيوع مقتل الشيخ على يده لما أشار إليه ابن خلدون في كتابه العبر، ويضاف إلى ذلك كله اجتهاد سيدي عبد السلام رضي الله عنه في الاختفاء عن أعين الناس وحبه للخلوة مع الله.