المعالجة الكبيرة ام امين 00212663211506

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المعالجة الكبيرة ام امين 00212663211506

المعالجة الكبيرة ام امين المغربية للروحانيات 00212662211506


    الناس والعلماء

    avatar
    الشيخة الكبيرة ام امين
    Admin


    عدد المساهمات : 12141
    تاريخ التسجيل : 30/04/2012

    الناس والعلماء Empty الناس والعلماء

    مُساهمة  الشيخة الكبيرة ام امين الخميس مايو 19, 2016 5:02 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين
    أما بعد , أحبتي الكرام :
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لا أحب التصنيف , وبالذات تصنيف الناس , فأنا ممن يؤمن أن الحق باق , وأن المسلمين وإن اختلفوا , فلا بد من التقارب , والإتفاق على النقاط المتفقة , وترك ما اختلفوا فيه أو ما أشكل جانباً , فنحن (بحاجة) للتودد والتلطف , أكثر من حاجتنا للتحزّب والتعدد !! .

    ولكن , هذه المرة سأخوض في هذا الأمر , ولعله في خير - إن شاء الله - سائلاً ربي توفيقه وسداده , وسأتكلم بشأن العلماء - وليس لمثلي - أن يتكلم في هذا الشأن الرفيع . ولكن عذري أنه جرت العادة من قديم العهد , أن المفضول قد ينفع الفاضل في شيء يوفقه الله , ويجريه على لسانه , والمتأمل لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم , ومن بعده من سيرة سلفنا الصالح , يدرك هذا الأمر جيداً .

    فأقول مستعيناً بالله :

    *** أصنـــاف النـــاس مع العلمــــاء ***

    الصنف الأول :
    محب لهم مشفق عليهم . منتبه لزللهم يدعو لهم , يتحاشى الوقوع في أعراضهم . يحاول جاهداً , عدم المساس بهم , لا كرامة لهم فقط , وإنما كرامة لمكانتهم التي في قلوب الناس جميعاً . مطيعهم وعاصيهم . ويبذل النصيحة الواجبة لهم , بأدب يليق بمكانتهم . سالكاً طرائقها الشرعية . ولا شك أن هذا مسلك صواب لا غبار عليه .

    الصنف الثاني :
    مبالغ في حبهم , لا يرى خطأً عليهم , أو تقصيراً في جانبهم , لذا لا يرى نصحهم أو بمعنى آخر , تبيين الأمر وتجليته لهم . وفي المقابل يشنّع على من بذل النصيحة لهم . ويرى الصواب دائماً في كل ما يقولون أو يسكتون عنه , وكأنهم معصومين من الزلل والخطأ . ولا شك أن هذا مسلك خطأ كثير فساده .

    الصنف الثالث :
    صنف تحامل على العلماء , وحملهم كل المسئولية , وبلغ به السيل الزبى , لشدّة ما _ يرى - أنهم قصروا عن أداء ما كلفهم الله , وتقاعسوا عن بذل الوسع , في الصدع بالحق وعدم الخوف والملامة إلا من الله .

    فهؤلاء أرخوا العنان لأقلامهم , وفتحوا الأثغر لألسنتهم , ووسعوا دائرة سبهم , وتناولوا أعراضهم في كل شاردة وواردة , وفي كل صغيرة وكبيرة , وحمّلوهم وزر الأمة والوقوع في الغُمـّة !!

    وأخذوا - هؤلاء - على متابعتهم وتتبعهم ومناقشة طرحهم , ورد كلامهم وتسفيه عقولهم , بل لا أبالغ إذا وصل الأمر إلى .... تكذيبهم .

    وهذا الصنف الأخيــر , محقٌ في غضبه , وزيادة ألمـــه , ولكنــــه , غير محق _ ثلاثـــــا _ في إسقاط مكانتهم ، شعر , أم لم يشعر , بسبب موقف أو إثنين أو عشرة , وذلك لأسباب كثيرة , أختصرها في الآتي .

    أولاً :
    أن هؤلاء , مجتهدون , وغيرهم كذلك , وكل يدين الله بما قال أو كتب , فلا داعي للدخول في النوايا - ولا يعلمها إلا الله - وهو منزلق خطير , قد يهوي بصاحبه إلى دركات جهنم , أعاذنا الله وإياكم منها .

    وقد قال ابن ناصر الدين : لحوم العلماء مسمومة , وعادة الله في هتك أعراض منتقصيهم معلومة , ومن وقع فيهم بالثلب , ابتلاه الله قبل موته بموت القلب .

    ثانياً :
    أننا في تخطئتنا للغير , والتجاوز معهم حدود الأدب , فيه تزكية للمخَطِّيء بطريق غير مباشر , وهذا منهج يخالف الآيات والنصوص النبوية , الحاثّة على عدم تزكية النفس , وأن الله أعلم بمن أتقى .

    وقد قال الحافظ بن رجب : وأما بيان خطأ من أخطأ من العلماء قبله , إذا تأدب في الخطاب وأحسن في الرد والجواب , فلا حرج عليه ولا لوم يتوجه إليه .

    ثالثاً :
    أننا وبالمداومة على هذا المسار , وتبني هذا المنهج , نقف صفاً واحداً مع أعداء الدين , من رافضة , ومنافقين , وعلمانيين, وغيرهم , في خندق واحد !!

    ولا أدلّ على ذلك , لو سلك أصحاب هذا الصنف هذا المسلك , بدافع الغيرة , وسلك غيرهم هذا المسلك بهدف الإطاحة بهذا الدين وإذلال أهله , لما تبين الدخن في الدخلاء , بل يتفق الجميع وبغير علم من الأغيار , على رمي العلماء أهل الفضل والإحسان , بقوس واحدة !! وهنا أمر جلل , يجب على كل غيور أن لا يكون عوناً لعدوه المتربص , وإلا فقد وضع نفسه في موقف حرج , ومكان شبهة هو في غنى عنه . وقد قال تعالى : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة:2)

    وقد قال الإمام الذهبي - رحمه الله - : ونحب السنة وأهلها ونحب العالم على ما فيه من الإتباع والصفات الحميدة , ولا نحب ما ابتدع فيه بتأويل سائغ , وإنما العبرة بكثرة المحاسن .

    رابعاً :
    أن كثيراً من الأحبة , لا يفرق بين العالم الذي باع دينه بعرض من الدنيا , وبين العالم الضعيف في الصدع بالحق أو بالجهاد أو غير ذلك , فكلا الصنفين عنده بدرجة واحدة , وهذا حكم جائر , وبعيد عن العدل والله تعالى يقول : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة:Cool

    خامساً :
    جرأة كثير من الأحبة على العلماء , والخوض في نياتهم , وتفسير أقوالهم وأفعالهم , بناء على فهم المفسر أو الكاتب , وهنا مخالفة منهجية للباحث الناصح والمريد للحق .

    ورحم الله إبراهيم بن أدهم إذ يقول : كنا إذا رأينا الشاب يتكلم مع المشايخ في المسجد أيسنا من كل خير عنده . أي يناظرهم ويجادلهم , فإذا كان اليهود والنصارى والبوذيون يجلون ويقدرون علماءهم إلى درجة التقديس .

    أفلا يليق بنا أن نحترم علماءنا وهم ورثة الأنبياء ؟ !!!

    سادساً :
    عدم الواقعية في فهم النصوص الكثيرة , الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي ثابتة صحيحة , لا تقبل التأويل ولا التحريف , في تغير الزمان , وكثرة الفتن , حتى يصبح الحليم فيها حيراناً . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يأتي زمان إلا والذي بعده أشر منه" وهذا الشر يكون في كل شيء .

    فنحن في دورة زمنية لا بد أن تأخذ مجراها , ليميز الله الخبيث من الطيب , ولحكمة أرادها سبحانه , حتى يأذن الله ويأتي بالفرج من عنده .

    سابعاً :
    مخالفة المنهج الرباني , في سنة التغيير , وقد قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) (الرعد:11) , لا شك أن العلماء عليهم دور كبير ومهم في حياة الأمة , ولكن هل غيرنا نحن من أفعالنا وتصرفاتنا , بحيث نكون قريبين من الله ؟ لا أظن عاقلاً يخالف أن حالنا جميعاً وللأسف في بعد عن الله وعن مرضاته - إلا من رحم الله - وقليل ما هم , بل إننا وللأسف نسير نحو السوء أكثر من الخير , وما على المستغرب من هذا الكلام , إلا النظر لحال الناس اليوم نساءً ورجالاً , وكيف تعلقت القلوب بالماديات والمحسوسات , ليدرك صحة هذا الكلام .

    ثامناً :
    إلقاء اللوم على العلماء وحدهم فيما يجري للأمة , هو نوع من الهروب الغريب , الذي نسلكه لنلقي عن عواتقنا تحمل المسئولية في القيام بما أوجب الله علينا جميعاً , وكل بحسبه ووسعه .

    تاسعاً :
    إن مسلك , تلمس العذر من المسلم لأخيه المسلم , مسلك إسلامي , ومطلب شرعي , يثاب عليه العبد , ولا شك أن نصيب العلماء من هذا الواجب أكبر وأوسع , فما بالنا اليوم نسينا المنهج الصحيح .

    عاشراً :
    إن وقوع العالم في الخطأ , لا يعني ذلك جواز غمزه ولمزه, بل يسلك معه مسلك الناصح المشفق إن كان صادقاً في توجهه , ويبين له خطأه , والعالم أكثر المحبين للنقاش إذا كان بدليل شرعي , أما إثارة الغير عليه , وتأليب الناس عليه , فيه خطر عظيم على المرء ودينه . فكيف بمن يعمم الخطأ على العلماء جميعاً , ويقحم نفسه في دهاليز مظلمة .

    والخطأ طبيعة بشرية , ولكن من الناس يكون خطؤه قليلاً أو غير مقصود بالنسبة لصوابه , كما قال ابن عبدالبر : " لا يسلم العالم من الخطأ فمن أخطأ قليلاً وأصاب كثيراً فهو عالم , ومن أصاب قليلاً وأخطأ كثيراً فهو جاهل " .

    وكما قال سفيان الثوري : " ليس يكاد يفلت من الغلط أحد , إذا كان الغالب على الرجل الحفظ فهو حافظ وإن غلط , وإن كان الغالب عليه الغلط ترك " .

    وهذا الصنف هو الذي عناه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود " . وقد قال الشافعي : ذوو الهيئات الذين ليسوا يعرفون بالشر فيزل أحدهم الزلة .

    قبل الختــام :
    يجب أن نحسن الظن بالعلماء , وأن لا نبخسهم حقهم , فلا نعلم لعل الله أراد لنا ولهم بهذه الإبتلاءات خيراً , في أن تتوحد الصفوف , ويتميز الخبيث من الطيب , وتتقوى العزائم , ويتهييء الجميع علماء وعامة , لأحداث جسام قادمة , ولازلنا نؤمل فيهم خيراً - بإذن الله - .

    فلنصبر ولنلزم الغرز , ولنعضّ على المنهج الصحيح .

    وأخيــــراً , لعلي أختم بهذا الأثر الصحيح , متستخرجاً منه بعض الفوائد :

    قال البخاري - رحمه الله - ( باب عزم الإمام على الناس فيما يطيقون)
    حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل قال : قال عبدالله (ابن مسعود) رضي الله عنه : " لقد أتاني اليوم رجل فسألني عن أمر ما دريت ما أرد عليه , فقال :

    أرأيت رجلاً مُؤدِياً (أي أدى ما عليه) نشيطاً يخرج مع أمرائنا في المغازي , فيعزم علينا في أشياء لا نحصيها (أي يأمرهم بأشياء لا تطاق) , فقلت له : والله لا أدري ما أقول لك , إلا أنا كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم , فعسى أن لا يعزم علينا في أمر إلا مرة حتى نفعله , وإن أحدكم لن يزال بخير ما اتقى الله . وإذا شكّ في نفسه شيء سأل رجلاً فشفاه منه , وأوشك أن لا تجدوه . والذي لا إله إلا هو , ما أذكر ما غبر من الدنيا إلا كالثغب شُرب صفوه , وبقي كدره " .

    من الفوائـــــــــد :
    أولاً : عدم علم ابن مسعود الصحابي العالم الجليل رضي الله عنه , وعدم إفتاء من سأله . بمعنى أن العالم ولو كان بلغ من العلم ما بلغ قد تشكل عليه مسألة أو أكثر من مسائل العلم . فيتوقف . ولا يعتبر ذلك خوفاً أو مداهنة أو غير ذلك .

    ثانياً : أن الإشكال قد يحصل للعالم وفي أي وقت , ولا يلزم أن يفتي في كل مسألة .

    ثالثاً : حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم , وفعل ما يأمرهم به .

    رابعاً : إن الخير والديمومة عليه , تكون في تقوى الله , وترك ما يغضبه سبحانه .

    خامساً : إن مجرد الشك في أمر من أمور الدين يوجب الرجوع إلى أهل العلم والراسخين فيه , وسؤالهم , حتى يزول الإشكال . ويسير المرء على بينة من أمره .

    سادساً : في قوله : وأشك أن لا تجدوه . فائدة عظيمة , وهي ما يخص موضوعي هذا , وهي أنه إذا كان يوشك أن لا يوجد في القرن الأول العالم الذي إذا سؤل أشفى , وهو أفضل القرون , فكيف بزماننا هذا .. القرن الخامس عشر !! وقد كثرت الفتن حتى أصبح الحليم فيها حيراناً !! فلا شك أن علماء هذا القرن , أقل بكثير من علماء القرن الأول . وبالتالي يجب أن نفهم واقعنا اليوم فهما صحيحاً متأنياً . وأن نتلمس الأعذار تلو الأعذار لعلمائنا لهول خطب ما يحصل اليوم من فتن متتابعة , كقطع الليل المظلم .

    *** وتقبلوا تحية محبكم في الله ***

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 12:18 am