ورد في بعض الكتب عن الكيفية التي يؤخذ بها العهد على الجن والشياطين بعدم إيذائهم للإنسي أو التعرض له ، كقولهم :
( أعاهدك بالله العظيم الذي سخر الجن لسليمان والذي فلق البحر لموسى والذي أحيا الموتى لعيسى ، أن لا أوذيه وأن لا أوذي مسلما وأن لا أعود إليه ، والله على ما أقول وكيل شهيد )
أو بنحو ذلك من أقوال .
وأخذ العهد بهذه الكيفية مجانب للصواب لتعارضه مع ما ثبت عن رسول الله (ص): من حديث رواه الإمام مسلم في صحيحه عن سليمان بن بريده عن أبيه - رضي الله عنهما - قال :
( كان رسول الله (ص): إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته ... ( إلى أن قال ) وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه . فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه . ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله )
( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الجهاد ( 3 ) – برقم 1731 )
قال النووي : ( قال العلماء الذمة هنا العهد تخفروا بضم التاء ، يقال أخفرت الرجل إذا نقضت عهده ، وخفرته أمنته وحميته ، قالوا وهذا نهي تنزيه أي لا تجعل لهم ذمة الله فإنه قد ينفضها من لا يعرف حقها وينتهك حرمتها بعض الأعراب وسواد الجيش )( صحيح مسلم بشرح النووي - 1.،11،12 / 4.. ) .
وقد سئلت اللجنة الدائمة لهيئة كبار العلماء عن حكم الدين في الذين يقرأون على الناس بآيات الله الكريمة وبعضهم يحضرون ويشهدون الجن ويتعهدونهم بعدم التعرض للشخص الذي يقرأ عليه هؤلاء ؟؟؟
فأجابت –حفظها الله- : ( رقية المسلم أخاه بقراءة القرآن عليه مشروعه وقد أذن النبي (ص): في الرقية ما لم تكن شركا . أما من يستخدم الجن ويشهدهم ويأخذ عليهم العهد ألا يمسوا هذا الشخص الذي قرئ عليه القرآن ولا يتعرضوا له بسوء فلا يجوز . وصلى الله على نبينا محمد وإله وصحبه وسلم )( مجلة البحوث الإسلامية - فتوى رقم 78.4 - 27 / 61 ) .
قال صاحبا الكتاب المنظوم " فتح الحق المبين " : ( يلجأ بعض القراء إلى أخذ العهد بالله على الجني بأن يخرج من المصاب وأن لا يعود إليه مرة ثانية ، وكثيرا ما يعاهد الجن بالله ثم ينقضون العهد ، لذا لا ينبغي للقارئ أن يعاهد الجن بالله وقد ورد النهي عن ذلك )( فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين - ص 137 ) .
والذين تمرسوا في الرقية الشرعية يعلمون بخبرتهم وتجربتهم أن كثيرا من الجن والشياطين يخلفون العهد والميثاق ، وكما بين الإمام النووي - رحمه الله - ففي ذلك العهد كراهية تنزيه لا تحريم ، فالأولى تركه ، ويؤخذ العهد كأن يقول :
( قل : اعاهدك عهدا مغلظا بيني وبينك أن لا اؤذيه وأن لا اؤذي مسلما وأن لا أعود إليه ابدا ، وأنا عند العهد والوعد ) ، ونحو ذلك من أقوال .
فيجعل العهد بينه وبين الجني أو الشيطان ويخرج بذلك من الحرج الشرعي المتعلق بهذه المسألة)
مسألة :
يلجأ بعض المعالجين بأخذ العهد على الجن والهوام بالمواثيق التي يدعي البعض بأن سليمان عليه السلام قد قطعها عليهم ، مستندين في ذلك لحديث رواه عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - حيث قال :
( ذكر للنبي (ص): رقية من الحمة فقال : اعرضوها علي ، فعرضوها عليه بسم الله قرينة ، سحة ، ملحة ، بحر معطاء ، فقال : هذه مواثيق أخذها سليمان عليه السلام على الهوام لا أرى بها بأساً ، قال : فلدغ وهو مع علقمة ، فرقاه بها فكأنما نشط من عقال )
( قال الهيثمي : رواه الطبراني ، وفيه من لا أعرفه ، وساقه مرة أخرى عن الطبراني ، في الأوسط وقال : إسناده حسن - أخرجه الطبراني في الأوسط ، وابن أبي شيبة في مصنفه – كتاب الطب )
يقول الشيخ عطية محمد سالم – رحمه الله - : ( بمناسبة ذكر المواثيق على الهوام ، أخذها عليهم نبي الله سليمان شاهدت إنسانا يقرأ على من بهم لمم وكانت امرأة قوية جسيمة وكان بينهما شبه المضاربة وتسمع صوت رجل على لسانها .. فلما أكثر عليه من الضرب والقراءة قال المتحدث على لسانها : فك لي لأخرج ، فيقول له تكذب : فيقسم له بالله أنه يخرج ولا يعود إليها ، فإذا بالرجل يقول أعطني الميثاق ، وقل : والذي فلق البحر لموسى ، فيرد عليه ويقول أقسمت لك بالله ، فيقول له ونعم بالله ، ولكن لا بد من الميثاق ، فسمعته ينطق به ، وكانت المرأة مربوطة أصابع الإبهام الأربعة منها بخيط من الصوف ، فطلب منه أن يفك عن إبهام يدها اليمنى فأبى عليه وقال : لم أفك عنك إلا إبهام قدمها ، وفعلا فكه وبعد لحظة فإذا بتلك المرأة القوية عنيفة الحركة ، تخمد ولا حراك بها ، فأمر أخاها وكان حاضرا أن ينتظر عليها حتى تفوق ... فسألت هذا الرجل ولماذا لم يكتف بعهد الله وطلب ما أسماه الميثاق ، والذي فلق البحر لموسى ، فقال : إنهم أي الجن لا يرون عليهم التزاما بمثل هذا العهد ، فإنه يفي به برهم وفاجرهم .. وها نحن الآن نجد عهودا أخذها نبي الله سليمان على الهوام ... )( العين والرقية والاستشفاء من القرآن والسنة – ص 7. – 71 ) .
قلت : بالنسبة للحديث الذي يعول عليه من قال بأخذ العهد والميثاق على الهوام والجن والشياطين فلا يصح عن رسول الله (ص): ، ولكن لا يرى بأس بأخذ تلك المواثيق بشكل عام دون ذكر أو تحديد ، كأن يقال :
( تعاهدني بالمواثيق والعهود التي قطعها سليمان عليكم أن لا تؤذوه وأن لا تعودوا إليه )
ونحو ذلك من الفاظ عامة أخرى ، فإن تكن تلك المواثيق صحيحة قد قطعها نبي الله سليمان - عليه السلام - على الجن فإننا قد أخذنا العهد بمواثيق هي حق وصدق ، لأن نبي الله سليمان لا يمكن أن يأخذ موثقا إلا بحقه ، وإن تك تلك المواثيق ليس لها أساس من الصحة ويرى أن الجن تلتزم ولا تحنث بها فقد كفينا شرهم دون أن نقع في الإثم والمحظور ، مع حرص المعالج الابتعاد عن أخذ العهد والموثق بالله سبحانه وتعالى كما أشرت آنفا ، علما أنه قد ثبت لبعض المعالجين المتمرسين أصحاب العقيدة والمنهج الصحيح إذعان الجن لهذه المواثيق مع أن الأولى ترك ذلك واتخاذ كافة السبل الشرعية والحسية في رد ظلم الأرواح الخبيثة والله تعالى أعلم .
( أعاهدك بالله العظيم الذي سخر الجن لسليمان والذي فلق البحر لموسى والذي أحيا الموتى لعيسى ، أن لا أوذيه وأن لا أوذي مسلما وأن لا أعود إليه ، والله على ما أقول وكيل شهيد )
أو بنحو ذلك من أقوال .
وأخذ العهد بهذه الكيفية مجانب للصواب لتعارضه مع ما ثبت عن رسول الله (ص): من حديث رواه الإمام مسلم في صحيحه عن سليمان بن بريده عن أبيه - رضي الله عنهما - قال :
( كان رسول الله (ص): إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته ... ( إلى أن قال ) وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه . فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه . ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله )
( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الجهاد ( 3 ) – برقم 1731 )
قال النووي : ( قال العلماء الذمة هنا العهد تخفروا بضم التاء ، يقال أخفرت الرجل إذا نقضت عهده ، وخفرته أمنته وحميته ، قالوا وهذا نهي تنزيه أي لا تجعل لهم ذمة الله فإنه قد ينفضها من لا يعرف حقها وينتهك حرمتها بعض الأعراب وسواد الجيش )( صحيح مسلم بشرح النووي - 1.،11،12 / 4.. ) .
وقد سئلت اللجنة الدائمة لهيئة كبار العلماء عن حكم الدين في الذين يقرأون على الناس بآيات الله الكريمة وبعضهم يحضرون ويشهدون الجن ويتعهدونهم بعدم التعرض للشخص الذي يقرأ عليه هؤلاء ؟؟؟
فأجابت –حفظها الله- : ( رقية المسلم أخاه بقراءة القرآن عليه مشروعه وقد أذن النبي (ص): في الرقية ما لم تكن شركا . أما من يستخدم الجن ويشهدهم ويأخذ عليهم العهد ألا يمسوا هذا الشخص الذي قرئ عليه القرآن ولا يتعرضوا له بسوء فلا يجوز . وصلى الله على نبينا محمد وإله وصحبه وسلم )( مجلة البحوث الإسلامية - فتوى رقم 78.4 - 27 / 61 ) .
قال صاحبا الكتاب المنظوم " فتح الحق المبين " : ( يلجأ بعض القراء إلى أخذ العهد بالله على الجني بأن يخرج من المصاب وأن لا يعود إليه مرة ثانية ، وكثيرا ما يعاهد الجن بالله ثم ينقضون العهد ، لذا لا ينبغي للقارئ أن يعاهد الجن بالله وقد ورد النهي عن ذلك )( فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين - ص 137 ) .
والذين تمرسوا في الرقية الشرعية يعلمون بخبرتهم وتجربتهم أن كثيرا من الجن والشياطين يخلفون العهد والميثاق ، وكما بين الإمام النووي - رحمه الله - ففي ذلك العهد كراهية تنزيه لا تحريم ، فالأولى تركه ، ويؤخذ العهد كأن يقول :
( قل : اعاهدك عهدا مغلظا بيني وبينك أن لا اؤذيه وأن لا اؤذي مسلما وأن لا أعود إليه ابدا ، وأنا عند العهد والوعد ) ، ونحو ذلك من أقوال .
فيجعل العهد بينه وبين الجني أو الشيطان ويخرج بذلك من الحرج الشرعي المتعلق بهذه المسألة)
مسألة :
يلجأ بعض المعالجين بأخذ العهد على الجن والهوام بالمواثيق التي يدعي البعض بأن سليمان عليه السلام قد قطعها عليهم ، مستندين في ذلك لحديث رواه عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - حيث قال :
( ذكر للنبي (ص): رقية من الحمة فقال : اعرضوها علي ، فعرضوها عليه بسم الله قرينة ، سحة ، ملحة ، بحر معطاء ، فقال : هذه مواثيق أخذها سليمان عليه السلام على الهوام لا أرى بها بأساً ، قال : فلدغ وهو مع علقمة ، فرقاه بها فكأنما نشط من عقال )
( قال الهيثمي : رواه الطبراني ، وفيه من لا أعرفه ، وساقه مرة أخرى عن الطبراني ، في الأوسط وقال : إسناده حسن - أخرجه الطبراني في الأوسط ، وابن أبي شيبة في مصنفه – كتاب الطب )
يقول الشيخ عطية محمد سالم – رحمه الله - : ( بمناسبة ذكر المواثيق على الهوام ، أخذها عليهم نبي الله سليمان شاهدت إنسانا يقرأ على من بهم لمم وكانت امرأة قوية جسيمة وكان بينهما شبه المضاربة وتسمع صوت رجل على لسانها .. فلما أكثر عليه من الضرب والقراءة قال المتحدث على لسانها : فك لي لأخرج ، فيقول له تكذب : فيقسم له بالله أنه يخرج ولا يعود إليها ، فإذا بالرجل يقول أعطني الميثاق ، وقل : والذي فلق البحر لموسى ، فيرد عليه ويقول أقسمت لك بالله ، فيقول له ونعم بالله ، ولكن لا بد من الميثاق ، فسمعته ينطق به ، وكانت المرأة مربوطة أصابع الإبهام الأربعة منها بخيط من الصوف ، فطلب منه أن يفك عن إبهام يدها اليمنى فأبى عليه وقال : لم أفك عنك إلا إبهام قدمها ، وفعلا فكه وبعد لحظة فإذا بتلك المرأة القوية عنيفة الحركة ، تخمد ولا حراك بها ، فأمر أخاها وكان حاضرا أن ينتظر عليها حتى تفوق ... فسألت هذا الرجل ولماذا لم يكتف بعهد الله وطلب ما أسماه الميثاق ، والذي فلق البحر لموسى ، فقال : إنهم أي الجن لا يرون عليهم التزاما بمثل هذا العهد ، فإنه يفي به برهم وفاجرهم .. وها نحن الآن نجد عهودا أخذها نبي الله سليمان على الهوام ... )( العين والرقية والاستشفاء من القرآن والسنة – ص 7. – 71 ) .
قلت : بالنسبة للحديث الذي يعول عليه من قال بأخذ العهد والميثاق على الهوام والجن والشياطين فلا يصح عن رسول الله (ص): ، ولكن لا يرى بأس بأخذ تلك المواثيق بشكل عام دون ذكر أو تحديد ، كأن يقال :
( تعاهدني بالمواثيق والعهود التي قطعها سليمان عليكم أن لا تؤذوه وأن لا تعودوا إليه )
ونحو ذلك من الفاظ عامة أخرى ، فإن تكن تلك المواثيق صحيحة قد قطعها نبي الله سليمان - عليه السلام - على الجن فإننا قد أخذنا العهد بمواثيق هي حق وصدق ، لأن نبي الله سليمان لا يمكن أن يأخذ موثقا إلا بحقه ، وإن تك تلك المواثيق ليس لها أساس من الصحة ويرى أن الجن تلتزم ولا تحنث بها فقد كفينا شرهم دون أن نقع في الإثم والمحظور ، مع حرص المعالج الابتعاد عن أخذ العهد والموثق بالله سبحانه وتعالى كما أشرت آنفا ، علما أنه قد ثبت لبعض المعالجين المتمرسين أصحاب العقيدة والمنهج الصحيح إذعان الجن لهذه المواثيق مع أن الأولى ترك ذلك واتخاذ كافة السبل الشرعية والحسية في رد ظلم الأرواح الخبيثة والله تعالى أعلم .