فوائد زوجية للمشاكل الزوجيه
1-المرآة :
إن أهم فائدة من فوائد المشاكل بين الزوجين هي فهم كل طرف لنفسية الطرف الآخر فهي (( كالمرآة )) وعندما يتحقق هذا الفهم يتحقق الاستقرار في الحياة الزوجية ، ولهذا لا نستغرب إذا رأينا أن أكبر سبب من أسباب الطلاق عندنا في الخليج هو سوء الفهم بين الطرفين ، وعدم قدرة أحد الطرفين على استيعاب الطرف الآخر وحسن التعامل معه ،
هذه المنفعة يستطيع الزوجان أن يستفيدا منها عند حدوث خلاف زوجي ، فيصبح الخلاف الزوجي فرصة لزيادة معرفة الطرف الآخر، والإنسان يتغير مع نمو عمره في الجانب النفسي والجسدي ، فابن الثلاثين يختلف عن ابن الخمسين مثلاً،ولهذا فإننا نتوقع في كل فترة عمريه أن يحدث خلاف زوجي ما لم يتهيأ الزوجان لكل مرحلة عمرية بما يناسبها ، وأن يعرف كل طرف نفسية الطرف الآخر وما الذي تغير عنده من حاجاته أو محبوباته أو مكروهاته، وما هي الأشياء التي سئم منها ، وما هي الأمور التي يرغب في أن يجدها ؟، وكل ذلك يمكن أن يحصل من خلال الخلافات الزوجية إذا تم استثمارها الاستثمار الأمثل، ولكننا نفضل معرفة هذا العلم من خلال القراءات وحضور الدورات وطلب العلم في مجال فهم النفسيات .((والمؤمن مرآة لأخيه)).
2-معرفة المكانة:
مع استمرار الحياة الزوجية يدب اعتقاد لدى كل طرف من الأطراف أنه قادر على أن يستقل بذاته عن الطرف الآخر، وأنه غير محتاج إليه، وأن الخدمات التي يقدمها يمكنه الحصول عليها من أشخاص آخرين ، ويظهر هذا الاعتقاد عند الأزواج أكثر منه عند الزوجات ، ولكن الخلاف الزوجي يعرف كل طرف على مكانته لدى الآخر، وهذه فائده عظيمة من فوائد الخلافات الزوجية مما يؤثر على تماسك الزوجين بعضهما مع بعض ، بسبب أن كل واحد منهما عرف مكانته في قلب الآخر وما يكن له من حب وتقدير ، وهذا مما لا يثبته أحياناً الحوار الزوجي أو الكلمات الشاعرية ولكن الخلاف الزوجي بعد أن ينتهي يتعرف كل واحد منهما على مقدار مكانته في قلب الطرف الآخر وهذا مما يعطيهما زيادة في التضحية والمحبة بعد زوال الخلاف..
3-التقارب الزوجي:
عند حدوث المشاكل الزوجية وزيادة معرفة كل طرف بالآخر تأتي هنا ثمرة الخلاف الزوجي وهي زيادة التقارب الزوجي وهذه نتيجة طبيعية لزيادة التعارف الزوجي وهنا يبدأ الزوجان بتكيف أحدهما مع الآخر وتقبله بما فيه من سلبيات وإيجابيات لأن مصلحتهما تكمن في استمرار الحياة الزوجية اكثر من تفككها وتفرقهما وقد يكون التقارب الزوجي تقارباً نفسياً أو تقارباً جسدياً...إلخ.
وهذه الأنواع كلها مهمة لتطوير العلاقات الزوجية واستقرارها واستمراريتها ولو لم يحصل الخلاف الزوجي لما حصل التعارف ومن بعده التقارب وقد يعترض البعض على هذه الفائدة فيقول : وقد يحصل التنافر وغالتناقض بعد الخلاف.فنقول: إن هذا الاعتراض في محله ولكننا اتفقنا منذ البداية على أنتعامل مع المشاكل الزوجية بروح إيجابية وأن نستقرئ الخير الذي بداخلها ونستثمره لتحسين العلاقة بين الزوجين.
4-بهارات الحياة:
كنت في إحدى الدورات التدريبية في عام 1977 وسألت المشتركين في الدورة عن المنافع التي يستفيد منها الزوجان إذا حصل بينهما خلاف فأذكر أن إحدى المشاركات قالت : إن جمال الحياة الزوجية في الخلافات بين الزوجين فقلت لها : وكيف ذلك؟!قالت : إن المشاكل الزوجية هي (( بهارات الحياة الزوجية )) واستخدمت هذا اللفظ النسائي لأن البهارات تستخدم في الطبخ ونسبة استخدامها قليلة ولكنها تعطي الطعام نكهة جميلة فاستحسنت هذا اللفظ ولكني أقول إن الحياة الزوجية أحياناً تمر بجو من الرتابة والروتين مما يشعر الزوجين بالملل فتأتي الخلافات الزوجية لتجدد للزوجين علاقتهما بعضهما ببعض وتقوي علاقتهما أحدهما بالآخر فهي حقاً كما قالت (( بهارات الحياة الزوجية )).
5-الصندوق الأسود:
كلنا نعرف أهمية الصندوق الأسود في الطائرة فهو الشيء الوحيد الذي يفتح بعد سقوط الطائرة أو تحطمها ليخبرنا عن سر السقوط وسببه وإن لكل زوجين صندوقاً أسود اًخاصاً بهما لا يفتح إلا أثناء الأزمات والخلافات لذلك فإن الخلافات الزوجية فرصة لأن يفتح الزوج صندوقه الأسود ويبدأ بالتكلم عن أسراره وحاجاته وطموحاته وكذلك تفعل الزوجة ولذلك فإنه قد يفاجأ الزوجان في كثير من الأحيان بما يسمع أحدهما من الطرف الآخر عند حدوث الخلاف أو الحوار بينهما في جلسة خاصة أثناء الخلاف أو بعد زواله وهكذا فإن فتح الحوار في مواضيع لم يفكر أحد منهما في طرحها يعتبر من إيجابيات الخلافات الزوجية ومنافعها .
6-العطايا والهدايا:
وهذه أيضاً منفعة من منافع المشاكل الزوجية وهي (( العطايا والهدايا )) سواء أكانت العطية من الزوج أم من الزوجة فبعد زوال المشكلة أو أثناء قيامها وشعور أحد الطرفين بأبه هو سبب نشوء هذه المشكلة فإنه يحب أن يتقرب إلى الطرف الآخر فيشتري له هدية قيمة يدلل فيها على استمرارية حبه ويكفر بها عن تقصيره ولكن لكسر حاجز الصمت الذي أحدثه الخلاف بينهما وعموماً فإن الهدية تعتبر من الملطفات المهمة في الحياة الزوجية .
7-لحب طعم آخر:
هل تعلم أن للحب طعماً أخر ومذاقاً أجمل عند زوال الخلاف الزوجي ؟!
قد يستغرب القارئ هذا التساؤل ولكن كما ذكرنا فإن للمشاكل الزوجية فوائد ومنها التعارف والتقارب ومعرفة المكانة والاهتمام الزائد من الطرفين وعند توفير ذلك كله تقوي رابطة المحبة بين الزوجين من بعد جفاء وعناء عاشاه فيبدأ كل واحد منهما بعد الخلاف يتحدث عن مشاعره تجاه الآخر وكيف كانت أثناء الخلاف وهذا مما يزيد من صلة الحب بين الزوجين ويزيد في الالتصاق بينهما وكلما كان الطرفان يعيشان في مراحل الحياة المرة والحلوة بعضهما مع بعض كلما ازدادت علاقتهما قوة وارتفعت درجة المودة والرحمة فيما بينهما .
8-عدم الاستغناء :
إن من فوائد المشاكل الزوجية بعد زوالها شعور كل طرف بأنه بحاجة للطرف الآخر وأنه لا يستغني عنه ويأتي الشعور في لحظة كان يعتقد كل طرف منهما فيها أنه ليس بحاجة للطرف الآخر وأنه يستطيع أن يتابع مسيرته في الحياة لوحده وأنه يمكنه الاستغناء عن شريك حياته ثم يأتي الخلاف بينهما فتزداد الفجوة أكثر ولكن بعد مرور أيام من الخلاف يشعر كل طرف أنه بحاجة إلى أن يسمع الكلمة الطيبة من الآخر وأن ينال منه اللمسة الحانية أو الضمة الدافئة التي كانت تجدد نشاطهما بين حين وآخر ليتابعا مسيرة الحياة بمعاناتها ومشاكلها .
فمهما حصل كل طرف على من يشبع حاجاته المادية فإن الحاجة العاطفية والقرب النفسي بين الطرفين لا يستطيع أي منهما يعوضه بشخص مستأجر..
9-فحص المعادن:
إن من فوائد المشاكل الزوجية أنها تكشف لنا من هو الصديق الصادق والمستشار الناصح فأحياناً يود أحد الزوجين أن يتدخل في خلافهما الزوجي طرف ثالث قد يكون صديقاً يعرب عما في نفسه أو مستشاراً يسأله عن وجهة نظره وفي كلتا الحالتين فإن المشكلة الزوجية تكون هي السبب في زيادة معرفتنا بأصدقائنا وصدقهم معنا وهل يتمنون لنا السعادة أم الشقاء في حياتنا الزوجية؟ كما أنها تساهم في معرفتنا بالمستشار الذي طلب منه إسداء النصح والإرشاد أو التدخل لحل الخلاف فالمشاكل الزوجية تكشف لنا معادن الأقارب والأصدقاء..
10- أهل الزوجين:
إن الزواج كما قيل ليس ارتباطاً بين الزوجين فحسب وإنما هو ارتباط بين عائلتين بل وفي بعض الأحيان تنجم المشاكل الزوجية بسبب التدخل العائلي في شؤون الزوجين أو بسبب سوء الإرشاد العائلي لهما كأن تستشير الزوجة أمها في مشاكلها الزوجية أو يستشير الزوج والده فيشيران عليهما من خلال تجاربهما الشخصية والتي قد لا تكون ناجحة فينعكس فشل الأهل وتجاربهم الزوجية على الحياة الزوجين الجديدين ولهذا فإن من منافع حدوث المشاكل الزوجية أن يتعلم الزوجان أن لا تخرج مشاكلهما من باب منزلهما وأن عليهما أن يعالجاها بأنفسهما وإن طلبا الاستشارة من أهلهما فليميزا هذه الاستشارة عن تجارب أهلهما الشخصية .
من كتاب المشاكل الزوجية فوائدها وفن احتوائها .