المعالجة الكبيرة ام امين 00212663211506

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المعالجة الكبيرة ام امين 00212663211506

المعالجة الكبيرة ام امين المغربية للروحانيات 00212662211506


    قلبه صلى الله عليه وسلم

    avatar
    الشيخة الكبيرة ام امين
    Admin


    عدد المساهمات : 12141
    تاريخ التسجيل : 30/04/2012

      قلبه صلى الله عليه وسلم Empty قلبه صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة  الشيخة الكبيرة ام امين الأربعاء نوفمبر 05, 2014 4:01 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم

    كانت الأشياء مسخَّرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل النُّبوَّة ، وهو في عمر الخمس عشرة سنة ، كان مسافراً مع أحد أعمامه ، وهو الزُبير بن عبد المطلب :

    {ونزلوا في مكان فيه جمل هائج ، ولا يستطيع أحد أن يقف أمامه ، فاضطربوا وخافوا ، ولكن عندما رأى الجمل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إليه ، وسجد أمامه ، فركبه رسول الله حتى تخطُّوا هذه المنطقة وهذا المكان ، ونزل من عليه ، وأكملوا سفرهم

    وعند رجوعهم من هذا السفر ، كان يوجد وادي منخفض ، وقد نزل سيلٌ فامتلأ بالماء ، فقالوا : ماذا نفعل ؟ قال لهم : {سِيْرُوا خلفي} فجمَّد الله سبحانه وتعالى له الماء فمشى عليه وساروا جميعاً خلفه صلوات الله وسلامه عليه ، وهذا قبل النبوة - فلما ذهبوا إلى مكة قصُّوا هذه القصة ـ قالوا : إن هذا الغلام سيكون له شأن}[1]


    ودليل عناية الله به أنه تجرى له كل فترة عملية غسيل للقلب ، فقد غسل قلبه أربع مرات : مرة وعمره أربع سنوات وهو عند السيدة حليمة ، نزلت لجنة من الملائكة ، وأرقدوه ، وشقوا له صدره من غير مشرط ، وأخرجوا قلبه ، وغسلوه بماء زمزم ، وأخذوا منه قطعه سوداء ، وقالوا هذا حظ الشيطان ، وألقوها بعيداً ، ثم أرجعوه مرة أخرى ، ومروا بأيديهم على صدره ، فعاد كما كان

    والمرة الثانية : وعمره عشر سنوات : وكان صلى الله عليه وسلم ماشياً فأخذوه ، وأرقدوه وشقوا صدره ، وقالوا : أخرجوا من قلبه الغل والحقد ، وأدخلوا في قلبه الشفقة والرأفة والرحمة ، فقال فقمت من بينهم وبي شفقة ورحمة لا توصف على جميع خلق الله


    والمرَّة الثالثة : عندما نزل عليه الوحي : وكان كلَّما نزل عليه الوحي يخاف ويجرى ؛ ظناً أنه من الجنِّ ، فيجرى ويقول (زملوني ودثروني) وفي ذات مرة رأى سيدنا جبريل فهمَّ بالهروب فوجد سيدنا ميكائيل يسد عليه الطريق فأمسكوا به ، وأرقدوه ، وشقُّوا صدره وغسلوا قلبه بماء زمزم

    والمرَّة الرابعة وكلنا نعلمها في ليلة الإسراء والمعراج : وكان هذا بجوار زمزم حيث كان نائماً في حجر إسماعيل فشقوا صدره وأحضروا طستا من الملكوت مليء إيماناً وحكمة ، وشقوا الصدر وغسلوه ، وملئوه إيماناً وحكمة ، وهل الإيمان والحكمة يوضعان في طست ؟ لا ، لأنهم شيء معنوي

    فبهذا غسلوه ( أي قلبه ) أربع مرَّات وهو ابن أربع سنوات حتى لا يكون كالصبيان العاديين ، فلا يلهو ولا يلعب ولا يخرج منه كلمة بذيئة ، ولا يصدر منه فعل غير لائق ، ولذلك كانت كل حركاته من مشكاة النُّبوَّة حتى وهو طفل صغير ، ولذلك فقد قال سيدنا أبو بكر له :

    {يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدْ عَاشَرْتُ العَرَبَ جَمِيعَاً ، وَعَاشَرْتُ الفُرْسَ ، وَعَاشَرْتُ الرُّومَ ، وَلَمْ أَرَ مِثْلَ أدَبِكَ وَخُلِقِكَ ، فَمَنْ أدَّبَكَ؟ ، فَقَاَلَ لَهُ : أدَّبَنى رَبِّى فَأحْسَنَ تأديبي}[2]

    وعندما أشرف على سن البلوغ ، وكان عنده عشر سنين ، جاءت الطهارة الثانية ، لأن فترة البلوغ كما نعرف فيها فورة الشباب ، فكانت الطهارة هنا تحصيناً كاملاً من ربَّ العالمين سبحانه وتعالى له ، ورزقه الله تعالى بها عصمة الأنبياء

    وعندما جاء الوحي كان لابد أن يتأهل ، لأنه سيخاطب الناس ، وقد يؤذونه أو يشتمونه ، أو يضربونه ، أو يسُّبونه ، ولابد أن يسع هذا ، ولا يؤثر فيه ، فكان التأهيل الثالث

    وعندما كان سيناجى ملك الملوك ، فذلك يحتاج إلى تأهيل آخر وخاص ، حتى يذهب إلى هذه الحضرة العليِّة ، ويخترق السموات ، ويخترق العرش ، ويخترق الكرسي ، ويذهب إلى قاب قوسين أو أدنى ، فاحتاج إلى تأهيل خاص ، فكان التأهيل الرابع

    والإمام مالك رضي الله عنه وأرضاه ، كان يقول : {ما بتَُ ليلة إلا ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام} وهذا كلَّ ليلة

    فمن رحمة الله برسول الله أن قلبه الذي ارتضاه ربــــــه ، فيـــــه قـــــــوة ، ونورانيــــــة ، ونقــــــــاء ، وصفاء ، وقد سلم من كل شيء من أمراض الدنيا وعثراتها ، تجرى فيه آيات الرحمن التي نزلت عليه ، لم يخالطها شيء من قوة أخرى ، حيث كان كلام الله هو القوة والحياة ، وقد حفظه الله من الزيغ والنسيان ، وليس للشيطان سلطان عليه ، ومتى جرى قول الله في مكان ، أصبح هذا المكان بعيداً عن الهوى ، وهذا معنى قوله تعالى عنه {وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}آل عمران159

    وهذا هو المعنى في قوله تعالى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الشورى52


    ولقد كان الكتاب والإيمان نوراً في قلبه ، وعلى قلبه ، وكان قلبه نوراً يهدى به الله من يشاء من عباده ، وأرسله جلَّ شأنه لهدى الناس إلى صراط الله المستقيم ، وهذا هو قلبه صلى الله عليه وسلم

    يا عباد الله قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخالطه حقد ولا حسد ، فقد عاش هذا القلب بقوة كلام الله الذي أنزل عليه ، وكلام الله غذاء للروح والجسم وحياة الإنسان ، فكان سرُّ شق الصدر وتطهير القلب عناية من الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم حتى يستطيع تحمَّل الوحي الإلهي

    ولذلك عندما كان ينزل عليه الوحي في الليلة الشاتية ، شديدة البرد كان جبينه يتفصَّد عرقاً، أي ينزل العرق منه بكثرة ؛ لأن الوحي له ثقل {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} المزمل5

    حتى أنه قيل عندما كان ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب على جمل ، كان الجمل ينيخ برسول الله ، ولا يستطيع القيام ، إلا بعد أن ينتهي الوحي ، فلا يتحرك الجمل طالما الوحي موجوداً ، لماذا ؟ لأن الوحي نفسه كان شديداً وثقيلاً

    ولذلك كان عندما يأتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكل من حوله يؤخذ ، ولا يستطيع الكلام ، فكلام الله هذا الذي فيه الأنوار والأسرار كان لابد وأن يكون له تأهيل في قلب النبي المختار صلى الله عليه وسلم ، ولذا قال الله فيه {مَا وَسِعَتْنِي سَمَاوَاتِى وَ لا أَرْضِى ، وَلكِنْ وَسِعَنِى قَلْبُ عَبْدِىَ الْمُؤْمِن}[3]

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 1:12 pm