بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ)(31)
لقد خلق الله نوراً، ثم قسمه إلى قسمين؛ فأودع القسم الأول في الإنسان وسمّاه العقل، ثم خلق بالقسم الثاني كتاباً وسمّاه القرآن المجيد.
فالقرآن هو ذلك العقل الذي فصل تفصيلاً من لدن حكيم خبير، وهو الكتاب الذي يسره الله وبرمجه بلغة الإنسان، وأنزله من العليين لكي يفهمه مخلوقه المكرّم، حتى كان التطابق بين العقل والقرآن تطابقاً من شانه إيصال الإنسان إلى الحقيقة.
إذن؛ فالقرآن هو العقل الظاهر، والعقل هو القرآن الباطن.
من هنا؛ فإن العقل كلما استضاء بالقرآن كلما أفصح عن نفسه، وكلما تدبر القارئ في آيات الله كلما أعطى الفرصة لعقله بالظهور. فلا يفهم القرآن دون العقل، ولا يمكن للعقل أن يتبلور دون القرآن.
إن الجسر الرابط بين العقل والقرآن، هو عملية التدبر والتفكّر والتأمّل.
وعلى هذا؛ لا ينبغي لقارئ كتاب الله أن يمرّ عليه مروراً مجرداً، أو يكون همّه الوصول إلى آخر السورة، أو يكون هدفه من القراءة لقلقة اللسان بالحروف والكلمات والمظاهر، بل يجدر به التعمق والوصول إلى ذلك الجوهر المقدّس والنور الوضّاء الذي أودعه الله في كلماته.
ولا ينسى القارئ للقرآن أن يضع نصب عينيه الحديث الشريف المروي عن الإمام الصادق عليه السلام، حيث قال: " لقد تجلى الله لخلقه في كلامه، ولكنهم لا يبصرون" (32) ليكون له بمثابة المثير والمحرض نحو التدبر في القرآن.
أما إذا أردنا التعرف إلى الأسباب التي تدفع إلى عدم التدبّر والتأمل في آيات الله، فعلينا أن نقول: إن الشيطان الرجيم يبذل كل جهوده اللعينة، لكي يفكر المرء في كل شيء لدى قراءة القرآن، إلاّ فيما يحتويه القرآن نفسه!! فهو كما يوسوس في القلب حين الصلاة والصيام وسائر العبادات، كذلك يضاعف نشاطه أثناء قراءة كتاب الله.
ولهذا فقد أمرنا الله سبحانه بالتعوذ من الشيطان عند كل مرة نقرأ فيها الكتاب الكريم.
وثاني الأسباب: هو الاقفال القلبية المتصوّرة بصور الأفكار المسبقة التي يحملها الإنسان فهي أقفال وحجب تحول دون أن يستقبل القارئ الرؤى القرآنية والبصائر الربانية بذهنية متفتحة ناضجة
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ)(31)
لقد خلق الله نوراً، ثم قسمه إلى قسمين؛ فأودع القسم الأول في الإنسان وسمّاه العقل، ثم خلق بالقسم الثاني كتاباً وسمّاه القرآن المجيد.
فالقرآن هو ذلك العقل الذي فصل تفصيلاً من لدن حكيم خبير، وهو الكتاب الذي يسره الله وبرمجه بلغة الإنسان، وأنزله من العليين لكي يفهمه مخلوقه المكرّم، حتى كان التطابق بين العقل والقرآن تطابقاً من شانه إيصال الإنسان إلى الحقيقة.
إذن؛ فالقرآن هو العقل الظاهر، والعقل هو القرآن الباطن.
من هنا؛ فإن العقل كلما استضاء بالقرآن كلما أفصح عن نفسه، وكلما تدبر القارئ في آيات الله كلما أعطى الفرصة لعقله بالظهور. فلا يفهم القرآن دون العقل، ولا يمكن للعقل أن يتبلور دون القرآن.
إن الجسر الرابط بين العقل والقرآن، هو عملية التدبر والتفكّر والتأمّل.
وعلى هذا؛ لا ينبغي لقارئ كتاب الله أن يمرّ عليه مروراً مجرداً، أو يكون همّه الوصول إلى آخر السورة، أو يكون هدفه من القراءة لقلقة اللسان بالحروف والكلمات والمظاهر، بل يجدر به التعمق والوصول إلى ذلك الجوهر المقدّس والنور الوضّاء الذي أودعه الله في كلماته.
ولا ينسى القارئ للقرآن أن يضع نصب عينيه الحديث الشريف المروي عن الإمام الصادق عليه السلام، حيث قال: " لقد تجلى الله لخلقه في كلامه، ولكنهم لا يبصرون" (32) ليكون له بمثابة المثير والمحرض نحو التدبر في القرآن.
أما إذا أردنا التعرف إلى الأسباب التي تدفع إلى عدم التدبّر والتأمل في آيات الله، فعلينا أن نقول: إن الشيطان الرجيم يبذل كل جهوده اللعينة، لكي يفكر المرء في كل شيء لدى قراءة القرآن، إلاّ فيما يحتويه القرآن نفسه!! فهو كما يوسوس في القلب حين الصلاة والصيام وسائر العبادات، كذلك يضاعف نشاطه أثناء قراءة كتاب الله.
ولهذا فقد أمرنا الله سبحانه بالتعوذ من الشيطان عند كل مرة نقرأ فيها الكتاب الكريم.
وثاني الأسباب: هو الاقفال القلبية المتصوّرة بصور الأفكار المسبقة التي يحملها الإنسان فهي أقفال وحجب تحول دون أن يستقبل القارئ الرؤى القرآنية والبصائر الربانية بذهنية متفتحة ناضجة