المعالجة الكبيرة ام امين 00212663211506

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المعالجة الكبيرة ام امين 00212663211506

المعالجة الكبيرة ام امين المغربية للروحانيات 00212662211506


    تجارب واسرار سورة النحل حصري

    avatar
    الشيخة الكبيرة ام امين
    Admin


    عدد المساهمات : 12141
    تاريخ التسجيل : 30/04/2012

    تجارب واسرار سورة النحل حصري Empty تجارب واسرار سورة النحل حصري

    مُساهمة  الشيخة الكبيرة ام امين الأربعاء نوفمبر 18, 2015 4:02 pm



    من أقوال المفسرين في تفسير قوله‏(‏ تعالي‏):‏
    *وأوحي ربك إلي النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون... ‏النحل‏.‏(68)

    *‏ ذكر ابن كثير يرحمه الله ما مختصره‏:‏ المراد بالوحي هنا‏(‏ الإلهام‏)‏ والهداية والإرشاد للنحل‏,‏ أن تتخذ من الجبال بيوتا تأوي إليها‏,‏ ومن الشجر ومما يعرشون‏.‏

    ‏* ‏ وجاء في الظلال‏(‏ رحم الله كاتبها برحمته الواسعة‏)‏ ما نصه‏:‏

    والنحل تعمل بإلهام من الفطرة التي أودعها إياها الخالق‏,‏ فهو لون من الوحي تعمل بمقتضاه‏,‏ وهي تعمل بدقة عجيبة يعجز عن مثلها العقل المفكر سواء في بناء خلاياها‏,‏ أو في تقسيم العمل بينها‏,‏ أو في طريقة إفرازها للعسل المصفي‏.‏ وهي تتخذ بيوتها ـ حسب فطرتها ـ في الجبال والشجر ومما يعرشون أي مايرفعون من الكروم وغيرها‏...‏

    ‏*‏ وجاء في بقية التفاسير كلام مشابه لا أري حاجة لإعادته هنا‏.



    من الدلالات العلمية للآية

    أولا‏:‏ في قوله‏(‏ تعالي‏):‏ * وأوحي ربك إلي النحل‏...:‏

    واضح من هذه الآية الكريمة أن النحل المقصود هنا هو نحل العسل بدليل قوله‏(‏ تعالي‏)‏ في الآية التي تليها‏:...‏ يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس‏...‏

    و‏(‏الواو‏)‏ حرف عطف لايدل علي الترتيب‏,‏ وقد تكون بمعني‏(‏ مع‏)‏ لما بينهما من المناسبة لأن‏(‏ مع‏)‏ تعني المصاحبة‏,‏ وواضح الأمر هنا أنها للجمع بين الشيئين دون الترتيب‏,‏ فبعد أن ذكر الله‏(‏ تعالي‏)‏ عددا من دلائل قدرته في إبداع خلقه ومنها إخراج اللبن إلي ضروع الأنعام من بين فرث ودم‏,‏ وإخراج الرزق الحسن من ثمرات النخيل والأعناب‏(‏ وإن أساء بعض الناس استخدامه‏),‏ ذكر ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ في هذه الآية الكريمة قدرته البالغة في الإيحاء إلي الشغالات من نحل العسل أن تتخذ من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون‏,‏ ثم أن تأكل من كل الثمرات وتسلك سبل الله المذللة لها‏,‏ وأن تخرج من بطونها ذلك الشراب المختلف الألوان الذي فيه شفاء للناس‏,‏ ولذلك جاء الخطاب في هذه الآيات موجها إلي أنثي عسل النحل‏(‏ من الشغالات‏)‏ لأنها هي التي تبني البيوت‏,‏ وهي التي تطير إلي عشرات الكيلو مترات لتجمع رحيق الأزهار وحبوب اللقاح من العديد من النباتات المزهرة‏,‏ وهي التي أعطاها الله‏(‏ تعالي‏)‏ القدرة علي إنتاج ذلك الشراب المعروف إجمالا باسم عسل النحل‏.‏

    والفعل‏(‏ أوحي‏)‏ هنا من معانيه الإلهام والتسخير‏,‏ ومن معاني الوحي الإلقاء بالأمر أو بالخبر في خفاء وسرعة‏,‏ والوحي من الله‏(‏ تعالي‏)‏ إلي نحل العسل قد يكون نوعا من الإلهام الفطري الغريزي الذي زرعه الله‏(‏ تعالي‏)‏ في جبلتها أو في الشفرة الوراثية الخاصة بنوعها‏,‏ أو ألقاه في روعها بعلمه‏,‏ وحكمته‏,‏ وقدرته وكلا الأمرين يشي بشيء من الغرائز الفطرية لدي نحل العسل تعطيه قدرا من الذكاء‏,‏ والوعي‏,‏ والإدراك‏,‏ والشعور‏,‏ والإحساس الذي يمكنه من تمييز الأشياء‏,‏ والأماكن‏,‏ والاتجاهات‏,‏ والأوقات‏,‏ كما يمكنه من تنظيم‏,‏ وترتيب‏,‏ وضبط حياته الاجتماعية بعدد من القواعد الدقيقة التي وهبه الله‏(‏ تعالي‏)‏ إياها‏.‏

    وهذا العلم الوهبي الذي من الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ به علي نحل العسل‏,‏ لم يحرم منه أيا من مخلوقاته التي وهب كل أمة منها قدرا منه يتفاوت بتفاوت الدور المخطط لها في هذه الحياة‏,‏ وفي الحدود التي خططها لها الله‏(‏ سبحانه‏)‏ بعلمه وحكمته وقدرته‏.‏

    وقد تعرف علماء الحشرات علي أكثر من‏12000‏ نوع من أنواع النحل‏,‏ منها حوالي‏600‏ نوع يحيون حياة جماعية في مستعمرات متباينة الأحجام‏,‏ والباقي يحيون حياة فردية‏.‏

    ونحل العسل المقصود في الآية القرآنية الكريمة التي نحن بصددها يحيا في جماعات منظمة تنظيما دقيقا للغاية‏,‏ ولذلك جاء اسم السورة الكريمة بصيغة الجمع‏(‏ النحل‏),‏ وجاءت الإشارة في الآيتين الكريمتين المتعلقتين بهذه الحشرة المباركة بصيغة الجمع أيضا حيث يقول ربنا‏(‏تبارك وتعالي‏):‏

    * وأوحي ربك إلي النحل ...

    ويتراوح عدد الأفراد في خلية نحل العسل سنويا من‏40000‏ إلي‏80000‏ شغالة من إناث النحل العاقرات‏(‏ العواقد‏),‏ وحوالي المائتين من ذكور النحل‏,‏ وملكة واحدة تبيض حوالي‏1500‏ بيضة في اليوم‏,‏ ومايلقح من هذا البيض ينتج إناثا وملكات‏,‏ ومالا يلقح ينتج الذكور‏.‏ ووظيفة ذكر النحل منحصرة في إخصاب الملكة‏,‏ بينما تقوم شغالات النحل العقيمة بجميع أعمال الخلية‏.‏ والملكة تمثل أكبر الأحجام في الخلية‏,‏ يليها في الحجم الذكور‏,‏ ثم الشغالات‏.‏

    وتتمثل دورة حياة نحل العسل في المراحل الأربع التي تتحرك فيها من طور البيضة إلي طور اليرقة‏,‏ إلي طور العذراء‏,‏ ثم إلي طور الحشرة الكاملة‏.‏

    وواضح الأمر ان النحل المقصود في الآية الكريمة التي نحن بصددها هو نحل العسل‏,‏ ويوجد منه أربعة أصناف هي كما يلي‏:‏

    ‏ (1)‏ النحل الكبير(‏Apisdorsata).‏

    ‏ (2)‏ النحل الصغير‏(ApisFlorea)‏

    ‏ (3)‏ (النحل الهندي‏(‏ الشرق(Apiscerana)‏

    ‏ (4)‏ النحل الغربي(‏Apismelifera)‏

    والأصناف الثلاثة الأولي لاتزال تحيا حياة برية في العديد من دول جنوب شرق آسيا‏,‏ والرابع هو الصنف المستأنس والمنتشر في غالبية دول عالم اليوم‏,‏ ولذلك فهو أهم هذه الأنواع الأربعة‏.‏

    ونحل العسل لايستطيع العيش إلا في جماعات منظمة تنظيما دقيقا‏,‏ فإذا انعزلت إحداها عن جماعتها لسبب من الأسباب فعليها أن تنضم إلي جماعة أخري من صنفها إذا قبلتها أو أن تموت‏.‏

    وجاء التعبير عن وحي الله‏(‏ تعالي‏)‏ إلي النحل بصيغة الماضي‏(‏ وأوحي ربك إلي النحل‏)‏ لأن ذلك يشمل الزمن كله من الماضي إلي الحاضر والمستقبل‏.‏

    وذلك لأن الزمن الذي يحد المخلوقين بحدود آجالهم‏,‏ كما يحد أقوالهم وأفعالهم في حياتهم‏,‏ هذا الزمن نفسه هو من خلق الله‏(‏ تعالي‏),‏ والمخلوق لايحد خالقه أبدا‏,‏ وعلي ذلك فإن الزمن لايحد الله‏(‏ جل جلاله‏),‏ ولا يحد أفعاله وأوامره وفي ذلك يقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏

    ‏* ‏ ويوم يقول كن فيكون قوله الحق‏.... ‏الأنعام.‏(37)
    (ويقول‏(‏ عز من قائل‏:‏
    * إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ... ‏‏النحل .‏(40)

    (ويقول‏(‏ جل جلاله‏:‏

    * ‏...‏ سبحانه إذا قضي أمرا فإنما يقول له كن فيكون ... ‏مريم.‏(35)

    (ويقول‏(‏ سبحانه وتعالي‏:‏

    * إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ... يس‏.‏(83)

    ويقول‏(‏ عز من قائل‏:‏

    ‏* ...‏ فإذا قضي أمرا فإنما يقول له كن فيكون‏... ‏غافر‏.‏(68)

    وانطلاقا من ذلك فإن كلا من الماضي والحاضر والمستقبل بالنسبة إلي الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو حاضر‏,‏ لأن (الله‏(‏ تعالي‏)‏ فوق الكون بأماكنه‏,‏ وأزمنته‏,‏ ومختلف صور المادة الطاقة فية ومرجعية كل شيء في (الكون ومرجعية الكون كله إليه‏(‏ سبحانه وتعالي‏.

    بالإضافة إلي ذلك فإن أقدم أثر للنحل في صخور القشرة الأرضية يرجع إلي أكثر من مائة وخمسين مليونا من السنين‏,‏ وأمر الله‏(‏ تعالي‏)‏ إلي النحل‏,‏ وإلهامه إياه بهذا السلوك المنظم الدقيق قد غرسه أو غرزه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ في جبلة نحل العسل‏(‏ أي في شفرته الوراثية‏)‏ منذ الخلق الأول لأمة النحل‏,‏ وجعل ذلك جزءا من فطرتها التي فطرها الله‏(‏ تعالي‏)‏ عليها‏,‏ ولذلك تعرف باسم الفطرة أو الغريزة‏,‏ ولما كان ذلك قد تم منذ أكثر من مائة وخمسين مليونا من السنين فهو بالنسبة لنا يرجع إلي ماض بعيد جدا‏.‏

    ولما كان الأمر أو الإلهام الإلهي إلي النحل مستمرا من هذا الماضي البعيد جدا إلي زمننا الراهن‏,‏ وممتدا في المستقبل إلي أن يرث الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ الأرض ومن عليها‏,‏ كان التعبير عن عملية الوحي هذه بصيغة الماضي هو الأنسب لتغطية هذا الحدث القديم والمستمر إلي أن يشاء الله‏(‏ تعالي‏).‏

    * ثانيا‏:‏ في قوله‏(‏ تعالي‏):‏ وأوحي ربك‏...:‏

    و‏(‏رب‏)‏ كل شيء هو مالكه‏,‏ والمتكفل برزقه‏,‏ وقضاء حاجاته‏,‏ ومنشئه‏,‏ ومنميه‏,‏ ومربيه‏,‏ والرقيب عليه‏,‏ والمتكفل بإصلاح حاله‏,‏ و‏(‏الرب‏)‏ اسم من أسماء الله‏(‏ تعالي‏),‏ ولايقال لغيره إلا بإضافة‏,‏ وقد استخدم هنا التعبير‏(‏ ربك‏)‏ ليفيد بأن الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ هو رب كل شيء ومليكه‏,‏ وهو واهب النعم‏,‏ ومجري الخيرات‏,‏ وموزع الأرزاق‏,‏ ومسخر الكائنات لخدمة بعضها بعضا‏,‏ ولخدمة ذلك المخلوق المكرم المعروف باسم الإنسان أو بني آدم ولم يستخدم تعبير‏(‏ إلهك‏)‏ لأن الإله هو المعبود المقدس المنزه عن صفات خلقه‏,‏ وعن كل وصف لايليق بجلاله‏,‏ والمقام هنا مقام التحدث بنعمة من أعظم نعم رزق الله علي الإنسان ألا وهي نعمة عسل النحل الذي فيه شفاء للناس‏,‏ والأنسب في حال ذكر النعم هو مقام الربوبية‏,‏ كما أن الأنسب في حال ذكر وجوب الخضوع للخالق الأعظم بالطاعة والعبادة هو مقام الألوهية‏.‏ وضمير المخاطب في قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ * وأوحي ربك إلي النحل‏....‏

    يعود في المقام الأول إلي خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ ثم من بعد ذلك إلي كل من يقرأ هذه الآية الكريمة أو يسمعها ليعلم أن له ربا كريما‏,‏ عليما‏,‏ حكيما أنشأ له هذه الحشرة المباركة التي وهبها من القدرة علي صناعة هذا الشراب المختلف الألوان‏,‏ الذي فيه شفاء للناس‏,‏ ما تعجز عنه البشرية مجتمعة‏.‏

    ثالثا‏:‏ في قوله‏(‏ تعالي‏)* :...‏ أن إتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون‏‏

    والخطاب هنا إلي إناث النحل الشغالات اللائي يقمن بالبحث عن المكان المناسب لبناء بيوت النحل‏,‏ ويقمن بالبناء بذواتهن‏,‏ وبصيانة وتنظيف وترميم البناء‏,‏ وعلي حمايته وتهويته‏,‏ وهذا القدر من الحرية الكبيرة الذي أعطاه الله تعالي إلي لأمة نحل العسل في اختيار مسكنها‏,‏ أي المكان الذي تبني فيه بيوتها من الجبال‏,‏ ومن الشجر‏,‏ ومما يعرشون له حكمة بالغة لأنه يتيح لهذه الحشرة الصغيرة الحجم فرصة الاستفادة بأكبر عدد ممكن من البيئات المختلفة وبما فيها من متنوع النباتات حتي تنوع ذلك الشراب المختلف الألوان‏,‏ الذي يخرج من بطونها والذي فيه شفاء للناس‏,‏ ويجعل الله تعالي من أنواعه المختلفة شفاء لأمراض متباينة‏.‏ وهذا بخلاف العديد من الحيوانات ـ بصفة عامة ـ ومن الحشرات ـ بصفة خاصة ـ التي حدد الله‏(‏ تعالي‏)‏ لها بيئات لاتستطيع الخروج عنها وإلا هلكت‏.‏

    واتخاذ أي تجمع من تجمعات أمة نحل العسل القرار ببناء بيوت لها يحتاج إلي عمليات استطلاع وبحث وتشاور مكثفة حتي يتم الإجماع علي اختيار المكان‏,‏ وتبدأ الشغالات في بناء مستعمرة النحل من الشمع الذي تفرزه من غدد خاصة في أسفل بطن كل منها تعرف باسم الغدد الشمعية وعددها أربعة أزواج‏.‏

    ومن إلهام الله‏(‏ تعالي‏)‏ للشغالات بناء بيوت النحل علي الهيئة السداسية الأضلاع للقضاء علي المسافات البينية التي يمكن ان تنشأ عن الأشكال الأخري‏,‏ ولبناء أكبر عدد ممكن من البيوت في مساحة محدد‏,‏ ولملاءمة هذه الاشكال السداسية لنمو يرقات النحل الاسطوانية الشكل‏.‏ ويقوم علي حراسة الخلية عدد من الشغالات بالتناوب علي باب الخلية من الداخل‏,‏ فإذا حضر مهاجم لدغته النحلة الحارسة وماتت علي الفور‏.‏

    ويقوم فريق آخر من الشغالات بأعمال صيانة وترميم ونظافة خلايا النحل باستمرار‏,‏ ومن عجائب الأمور أن النحل لا يتغوط أبدا في داخل الخلية‏,‏ ولايبقي فيها أدني قدر من القاذورات‏,‏ كما تقوم بعض شغالات النحل بتلميع وترميم وصيانة الخلية من الداخل باستمرار وبسد أي شقوق يمكن أن تحدث فيها باستخدام صموغ‏(‏ غراء‏)‏ نحل العسل‏,‏ وهي مواد صمغية‏(‏ راتنجية‏)‏ لزجة‏,‏ وتجمعها شغالات النحل من براعم بعض النباتات ومن فلق بعض الأشجار‏,‏ وتستخدمها أيضا في الإحاطة التامة ببقايا بعض الحشرات المهاجمة كي لا تتعفن قبل إلقائها إلي خارج الخلية‏.‏

    ويقوم فريق ثالث بتهوية الخلية وتكييفها‏,‏ وفريق رابع يقوم علي العناية بالصغار في مراحل النمو المختلفة من البيضة إلي الحشرة الكاملة‏.‏

    هذه الدقة العلمية الفائقة في الإشارة إلي ما وهب الله‏(‏ تعالي‏)‏ النحل من ذكاء فطري وعلم وهبي تحاول المعارف المكتسبة اليوم الكشف عن شيء منه‏,‏ والذي أشارت إليه الآية الكريمة بالفعل‏(‏ أوحي‏).‏

    واستخدام صفة الربوبية للخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ بدلا من صفة الألوهية في مقام التحدث عن نعمة من نعمه‏,‏ ومن توحيد الربوبية لله الخالق وصفه‏(‏ تعالي‏)‏ بأنه وحده هو واهب النعم ومجري الخيرات‏,‏ بينما توحيد الألوهية يقتضي ألا يعبد سواه‏.‏

    كذلك فإن استخدام ضمير المخاطب في قول الله‏(‏ تعالي‏):‏ وأوحي ربك قصد به ـ في المقام الأول ـ خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ ولكنه ينسحب أيضا علي كل قاريء أو مستمع لهذه الآية الكريمة‏.‏ ثم إن في الإشارة إلي النحل بصيغة الجمع‏.‏ ونحل العسل لا يعيش إلا في جماعات كبيرة‏,‏ وفي توجيه الخطاب إلي المفردة من إناث النحل‏(‏ الشغالات‏)‏ بالفعل‏(‏ اتخذي‏)‏ وهن اللائي يقمن بالبحث عن السكني‏,‏ كما يقمن علي بناء البيوت وصيانتها وحراستها ونظافتها وترميمها وتكييفها‏,‏ وتهويتها‏,‏ وفي هذه المساحة الهائلة من البيئات المتعددة التي وهبها الله‏(‏ تعالي‏)‏ لأمة نحل العسل‏,‏ علي عكس غيرها من المخلوقات‏.‏ كل ذلك يؤكد ان القرآن الكريم لايمكن ان يكون صناعة بشرية‏,‏ بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله وحفظه بعهده في نفس لغة وحيه علي مدي أربعة عشر قرنا أو يزيد دون أن يضاف إليه حرف واحد أو أن ينتقص منه حرف واحد‏,‏ وسوف يبقي محفوظا كذلك إلي أن يرث الله‏(‏ تعالي‏)‏ الأرض ومن عليها‏.‏
    الرجوع الى أعلى الصفحة

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 5:44 pm